سمير الحجار
لاحظت13-ثلاثية (نهاية.) الجزء الأول

-من أين أبتدي؟ ماهي أبسط طريقة لإخبار الجميع بأنني لست على ما يرام ، لست سمير في لاحظت 3 أو 9 ، و بالتأكيد لست سمير في لاحظت 1 و 4 ، كيف سأجذب الجميع لقرأت سطور هذا النص كله ؟ً
*جسر الرئيس -الملاحظات الأخيرة: تلك الزاوية كانت لي دائماً ، إذا سأجلس ضمن مكاني المخصص في جسر الرئيس ، مكاني الذي يعرف كل قصص إنتظاري. -قهوة جسر الرئيس، أشرب و تذوق البساطة و عيون الناس المقهورة ، تذوق حديث الشباب عن سفر غير شرعي، تذوق بندقية عسكري خائفة، تذوق حديث شابة عن هيثم الذي تركها وحيدة في مقصف الإقتصاد ، تذوق بردى تذوق حديث مراهقين عن رحلتهم الأخيرة إلى مسبح الجلاء، تذوق الاخطاء الأخيرة في هذا المكان ، ابكي قليلاً ، و ارمي كأسك.
*كلية هندسة الميكانيك و الكهرباء- جامعة دمشق-الملاحظات الأخيرة: مازلت أذكر تفاصيل دخولي الأول للكلية: أنا ذلك الطالب الجامعي الجديد الذي ينتظرك مقابل مبنى الإلكترون ليتمنى لك صباحاً يناسب وجهك العابس أنا ذلك الطالب الجامعي الجديد الذي يشرب قهوته الهادئة على مقعده المفضل قرب مبنى الطاقة أنا ذلك الطالب الجامعي الجديد الذي لم يتوقف عن الحديث عن فيروز قرب مبنى الميكانيك أنا ذلك الطالب الجامعي الجديد الذي غنى لجميع "بحبك أنت و جاي" في صباح بارد جداً في مقصف الطبية أنا ذلك الطالب الجامعي الجديد الذي يشاركه الجميع الحديث دون معرفة اسمه أنا ذلك الطالب الجامعي ذو الرقم 203 أنا ذلك الطالب الجامعي الجديد الذي كتب نفسه على حائط جامعته و انتهى..
*ضاحية قدسيا وطن -الملاحضات الأخيرة: هو ذلك المكان الذي أنطلق منه كل هذا سكنت هذا المكان منذ أن كانت تعريفة الركوب لمكرو(دمشق-ضاحية-قدسيا) 15 ليرة سورية ... أتذكرون ؟؟!! أنا في هذا المكان المراهق نفسه الذي كان يهرب برفقة أصدقائه من صلاة الجمعة ليدخن خلف منزله، المراهق الذي كان يحب السهر مع سامي و ياسر في موقف الربيع ، المراهق الذي أكل مع الجميع تلك السندويشة المميزة التي كان يقدمها مطعم "على كيفك"، المراهق الذي أحبها و لم تحبه فأحب سطح منزله... في كل مرة أنظر إلى شوارع ضاحيتي أرى العديد من الذواكر ...التي لا فائدة من نشرها فهي مخزون يحمل في حقيبة مسافر ..
ما توصلت له خلال 10 سنوات من المكوث في ضاحية قدسيا.. الوطن هو الأهل و الأصدقاء الحارة و الجيران. البيت المطبخ و الغرفة و اللوحتين فنجان القهوة المفضل لدي المقعد الذي كتبنا عليه اسمائنا الثمانية في تلك الحديقة المهجورة التخت الذي أنهيت فيه كل قصصي الطاولة التي تشاركنا طعامنا عليها الموقف الذي سهرنا فيه في صيف 2012 مفاتيحي الأورغ ال61 و أوتاري ال30 أغنية فيروز المفضلة أمي الأرز الذي تحضره أمي كل يوم المكان الذي صنعنا فيه كل تلك الذواكر المكان الذي كان سبباً في تكويننا
الوطن هو أنت ...لا أكثر. ________________________________________________ 2015-9-15 ضاحية قدسيا دمشق.